الرئيسية شعر

لا أُجيد الركوع كما يجب

رانية فؤاد مرجية
نُشر: 17/06/25 11:38
لا أُجيد الركوع كما يجب

لا أُجيد الركوع كما يجب،

ولا أحفظ الأدعية المرتّبة على الأصابع،

ولا أعرف إن كنتُ أرفع يديَّ للأعلى لأن الله هناك،

أم لأنني لا أملك شيئًا سواه.

لكني أبحث عن صلاة.

عن صلاة لا تُباع في المطابع، ولا تُعلَّب في الخطب،

بل تولد في قلبي حين يضيق،

وتبكي في داخلي حين أمشي وحدي.

يا رب، علّمني كيف أُصلّي…

لا أُريد صلوات مُنمّقة، ولا طقوسًا جامدة،

أُريد أن أُصلّي كما تُصلّي الأم حين ينام ابنها في المستشفى،

وكما يُصلّي الأب حين يكتشف أن جيبه فارغ،

وكما يُصلّي الفلسطيني حين يقف عند الحاجز،

ولا يجد مَن يسأله: كيف حالك حقًا؟

علّمني أن تكون صلاتي هي دمعي،

كلماتي حين أكتب،

صرختي حين أرى الظلم ولا أستطيع الرد،

علّمني أن أُصلّي وأنا أمشي، وأنا أغسل الصحون،

وأنا أُحضّر القهوة لمَن أحب،

علّمني أن أُصلّي دون أن أغشّك.

فكثيرًا ما صلّيتُ وفي قلبي شكّ،

وكثيرًا ما ابتسمتُ وفي داخلي بُكاء،

وكثيرًا ما قلتُ “آمين” وأنا لا أؤمن.

لكني اليوم أعود إليك كما أنا،

بلا قناع، بلا مساحيق إيمانية، بلا ادّعاء.

أعودُ إليك فقط لأقول:

أنا أريد أن أُصلّي حقًا.

لا أريد أن أطلب شيئًا،

بل أُريد فقط أن أكون في حضرتك،

أن تصغي لي وأنا لا أقول شيئًا،

أن تضع يدك على رأسي، حتى دون أن أراك.

علّمني كيف أُصلّي،

لأكون إنسانةً أفضل،

لا أكثر خشوعًا، بل أكثر حبًّا،

لا أكثر تدينًا، بل أكثر إنسانية