الرئيسية خاطرة

لقد اضحى ال - جي بي تي ( GPT ) اميرًا للشُّعراء

زهير دعيم
نُشر: 25/07/25 09:16
لقد اضحى ال - جي بي تي ( GPT ) اميرًا للشُّعراء

جاء في كتاب السماء :

"ويلٌ للشّك وويل للذي يأتي على يديْهِ "

وأنا ويعلم الله ابغض الشّك وأمقته واتجنّبه  ، ولكن ماذا أقول والشّكوك اخذت تضجّ حولنا وفي دنيانا ؛ تضجُّ وتفور وتظهر  وتطفو هنا وهناك وفي كلّ يوم ، بل هناك من بات يعيشها ويعشقها وينسب مردودها اليه .

 لا أقصد أحدًا أو واحدة بالذّات ، ولكنّني بِتُّ أخاف وأخشى أن يُصبح القارئ البسيط كاتبًا وشاعرًا وقاصًّا مُلهمًا !!! وهو لا يُفرّق بين الألف الطويلة والالف المقصورة ،  والمرفوعات والمنصوبات،  والحروف والضمائر .

 قد يسأل سائل من أين جاءتك الشّكوك يا أبا جُبران ؟!

فأُجيب – و كم أتمنّى ألّا  أكون صادقًا -  إنّه من ال - جي بي تي ، فقد باتت تظهر هناك أسماء جديدة لشعراء وكُتّاب يصولون ويجولون في عالم الفكر والادب والشعر والمقالة  ، وهم كما سبق وقلتُ لا يُفرّقون بين التّاء المفتوحة واختها المربوطة  ، وهذا ما يُحزنني ، فقد بتنا نحن الذين وُهبنا موهبة الابداع الادبيّ  والكتابة على الرّصيف أو يكاد ، فأنت يا أخي الجميل إن كتبتَ لهذا الشيطان الجميل !!! جي بي تي وطلبْتَ منه  قصيدة  او مقالًا عن أيّ موضوع أردتَ ففي ثوانٍ معدودات ستجده امامك ،  وما عليك الا ان تُرصّعه باسمك الحلو وتنشره .

 نعم وستجده يرفل بلغة صحيحة يحكي ويحكي ويصول ويجول ، رغم انّ مادته  قد تكون خاليةً من الحسّ والمشاعر والنبض الإنساني الصّادق .

فللعلم ال -  جي بي تي -  انسان آليّ لا قلب له ولا حسّ  ولا وجدان ، فقد تطلب منه قصيدة تمتدح فيها الظالم والظالمين فيكون لك ذلك ،  وبعد ثوان معدودات قد تطلب قصيدة أخرى او نجوى تذمّ الظالم والظالمين فيأتيك بها في خلال دقيقة واحدة .

 نعم انه انسان آليّ  يفيدنا ويغنينا في الكثير الكثير من الأمور ، وله وزنه ومكانته ووقعه  ، وقد اراحني فخفّتِ التوجهات لي لكتابة رسالة او منشور او دعوة او تصليح قصيدة او نجوى لهذا او لتلك ،  ولكنه في الادب والشّعر والقصّة فلا قلب له ولا مشاعر،  وبات للأسف سيّد الموقف وأمير الشُّعراء وسيّد الأدباء .

 وهنا يكمن والخوف وتكمن الحيْرة .

 هل هناك ما زالت حاجة لنا نحن الذين خصّتهم السماء بموهبة الابداع والكتابة ؟!

 وهل سيجرؤ هذا الشاعر الذي يكتب عبر ال- جي بي تي  -  ان يقف امام المجتمع ليحكي عن الادب والشعر والقصّة  -  وهو لا يتقن اللغة - فيحوز  ويفوز بآهات الاعجاب ؟ّ!!

 سؤالان أكاد أعرف الإجابة عنهما سلفًا وضمنًا ، وهذا ما يقلقني ويحزُّ في نفسي.