الرئيسية خاطرة

ملك النقد الذاتي.. الناقد الساخر

ناجي ظاهر
نُشر: 29/07/25 17:52,  تحديث: 17:53
ملك النقد الذاتي.. الناقد الساخر

كتب مراسل خاص
يعتبر زياد الرحباني شخصية ناقدة توسلت السخرية المرة السوداء في التعبير عما يكنه قلبها من قلق ومحبة لابناء شعبه اللبناني ولابناء أمته العربية عامة، وقد حفل ما أنتجه من اغان ومسرحيات بهاتين الصفتين حتى أنه عرف بهما، وأكاد اقول عرفتا به.
هذا بعض ما قاله الكاتب الاديب ناجي ظاهر ابن مدينة الناصرة، مساء أمس الاثنين ٢٨-٧-٢٠٢٥، خلال محاورة صاخبة، تمت معه ضمن برنامج "المنصة الأدبية" في مسرح عكا، أجراها  الإعلامي اللامع زهير بهلول ابن مدينة عكا، واضاف الظاهر يقول إن زياد الرحباني الفنان الراحل للتو، اتصف بالجرأة في القول والموقف، وأنه انطبق عليه ما المح إليه الكاتب المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد، خلال حديثه الشائق عن صورة المثقف، موضحا أن صورة المثقف كما وصفها ادوارد سعيد تكاد تكون صورة الشهيد الحاضر دائما وابدا لدفع الثمن كاملا مقابل ما يراه من رأي وموقف نقدي ضدي، حتى لو كلفه ذلك حياته.
إجابة عن سؤال قال الظاهر، إن زياد الرحباني سلك طريق النقد الذاتي، بالضبط كما فعل كثيرون من طلائعيي الفنانين والمثقفين العرب، موضحا أن النقد الذاتي هو الخطوة الأولى في طريق تقدم أمتنا العربية وشعوبها المتعبة، ومؤكدا أنه لا يوجد شعب في العالم نشد الحرية الا وسلك طريق النقد الذاتي، وذلك ضمن محاولة دائبة ومخلصة للتخلص من الشوائب التي لحقت به.. لهذا السبب أو ذاك.
في إشارة إلى عمق معاناة الإنسان العربي في بلادنا والعالم العربي المحيط بنا، وضع الظاهر يده على اس المشكلة، قائلا إن الإنسان العربي عاش وما زال في رد الفعل، وليس الفعل كما يفترض، منوها إلى أن هذا الإنسان، تعرض إلى العديد من المعانيات السياسية والاجتماعية، بسبب الهجمة الغربية المتواصلة منذ الحروب الصليبية وربما منذ ما قبلها، غير أننا ينبغي ألا نتجاهل أن هذا الإنسان يتحمل جانبا ليس بسيطا من مسؤوليته عما حدث ويحدث معه من نكبات وهزائم. 
ضمن إجابة عن سؤال آخر، قال الظاهر أمام جمهور الحاضرين، الذي بدأ متفاعلا مع ما قاله، في الامس كنت في نقاش حاد مع اصدقاء لي، مشيرا أن معظمهم ركزوا على أننا كنا خير أمة أخرجت للناس وأننا علمنا الأوروبيين.. عندما كانوا جهلة واميين في العصور الوسطى، التي أطلق عليها اسم عصور الظلام، في العديد من المجالات مثل الموسيقى، الفلسفة، الطب والخوارزميات، وأوضح الظاهر إن ما قاله اولئك استثاره حتى أنه قال لهم قد اوافقكم، بهذه الطريقة أو تلك على أننا كنا وكنا وكنا، غير أن السؤال الذي يقلقني هو وضعنا اليوم، حدثني عن وضعنا الاخذ في التدهور من سئ إلى اسوأ في الفترة الراهنة.. فهذا هو الاهم.
إجابة عن سؤال آخر قال الظاهر/ الضيف، أنني من المؤمنين والآخذين بأهمية النظر إلى المستقبل، وان السؤال الذي يقلقني حاليا، هو كيف سيكون وضعنا بعد خمس سنوات مثلا، واضاف وسط استغراب محاوره الإعلامي القدير زهير بهلول، أنني واحد من المهتمين بالمستقبل ومن القائلين بأننا في المستقبل/ الغد، سنكون على ما نفكر فيه اليوم. داعيا إلى اخذ ما هو جدير وملائم من التراث، والانفتاح على الثقافات الجديرة في العالم وهي ليست قليلة.
يذكر أن المنصة الأدبية تنشط في مسرح عكا وبمبادرته منذ سنوات تقارب السبع أو الثماني، وأنها دأبت على استضافة كاتب مثقف كل شهر، وان استضافتها هذه للكاتب ناجي ظاهر جاءت بعد انقطاع تواصل فترة ليست قصيرة من الزمن جراء الحرب والتوترات المتواصلة في المنطقة. جدير بالذكر أن اللقاء مع الظاهر تطرق إلى محاور أخرى وقف في طليعتها محور التحول الذي يشهده العالم أجمع فيما يتعلق بظهور وسائل التواصل الاجتماعي، والانتقال من الورقة إلى الشاشة، ومن الكلمة إلى الصورة، وما يمكن أن نطلق عليه صفة فوضي هذا الانتقال وما تتضمنه من أساءة الفهم للكثير من المعايشات والظواهر اليومية في مقدمتها خلط الكثيرين ممن يعيشون بين ظهرانينا..  ما بين الحرية والفوضى وممارستهم لهذه الأخيرة.. بلا ضوابط او حدود.