الرئيسية قصة

وابتسمتِ الوردةُ مِن جديد-قصّة للأطفال : زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 31/07/25 21:44
وابتسمتِ الوردةُ مِن جديد-قصّة للأطفال : زهير دعيم

     وابتسمتِ الوردةُ مِن جديد
                  قصّة للأطفال : زهير دعيم
في بستانٍ جميل ينام على خدّ تلّةٍ خضراء ، كانت هناك وردةٌ جورية  تحمل الكثير من الزّهرات  الحمراء الجميلة .
ولكنّها كانت حزينة وبائسة ، تنظر الى السّماء معاتبة : لماذا خُلقتُ أنا هكذا ،  لماذا ؟!
فرأتها فراشة مُلوّنة فسألتها : 
لماذا أنتِ حزينة يا وردتي الجميلة ؟!
 فردّت الوردة : لأنّي لا اتمتّع بالطّول كما الشّجرة ، ولا أُثمر كما التّين ، ولا أطيرُ مثلك ومثل النحلة . 
فسمعتها نحلة صغيرة فاقتربت منها هامسةً : ولكنّك تُعطّرين البستان كلّه ، وبدونك لا نجدُ الرّحيق .
 فردّت الوردة قائلةً: 
وهل هذا يكفي ، فأنا لا أُقدّمُ شيئًا كبيرًا كما الآخَرين .
فهزّت النحلة الصغيرة برأسها قائلة : أنت مخطئةُ يا وردتنا الجميلة .
   ونامت الوردة وهي تنوح وتبكي :
       أنا الوردةُ الحَزينة 
      بالدّموع بخيلة وضنينة 
       أحمل في داخلي قلبًا 
 لا يعرفُ الهدوءَ ولا السَّكينة .
  وفي صباح اليوم التّالي والنّدى يرقص على جفون الوردة ، دخل الى البستان طفلٌ صغيرٌ يدعى كريم  ، فجلس بقرب الوردة والهمّ يملأه،  فاليوم عيد ميلاد  أمّه التي يحبّ،  وليس لديه ما يشتري به هديّةً لها. 
 ابتسم كريم فجأة وقال : 
كم هي طيّبة هذه الرائحة وكأنّها حِضنُ أُمّي .
 ثمّ ما لبث أنْ مدَّ يدَه الصغيرة وقطف برفقٍ من الوردة زِرّيْنِ   حمراوين ، وحملهما فَرِحًا الى أُمّه .
 في تلك اللحظة شعرتِ الوردة أنّها صنعت شيئًا كبيرًا ومُهمًّا ، فهي لم تُثمرْ ولكنّها أزهرت فَرَحًا  في قلبٍ صغير ، ما كان يعرف ما يُقدّم لأُمه في عيدها .
             ومنذ ذلك الوقت عادتِ البسماتُ الى مُحيّا  الوردة ، وطار الحُزنُ بعيدًا بعيدًا  ، وأخذت تهمس للفراشات والنحلات : 
   ليس من المفروض انْ نُشبهَ الآخَرين ، يكفي أن نكونَ نافعين ، نعطي من القلب بسرور وفرح .
 ثمّ أخذت تغنّي بصوتها الشجيّ والفراشات والنحلات يرقصن من حولها : 
                أنا أنا الوردةُ المِعطار 
                 أرشُّ العِطرَ ليلَ نَهار 
                 وأُلبس التّلَ فُستانًا
                 جميل الشّكْلِ والزِّنار