الشرق الأوسط الجديد

المخطط الذي كنا نشك انه مؤامرة على الوطن العربي أصبح اليوم مخطط قابل للتطبيق على أرض الواقع. هذا المخطط هو تقسيم الوطن العربي الى دويلات طائفية – عرقية ومذهبية , بدأ هذا المخطط من جديد قبل عقدين من الزمن حيث أطلقت عليه في حينه كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا قبل عقدين الفوضى الخلاقة. ولم يعد الاستعمار الغربي يخبيء خططه ونواياه بل اصبح يتكلم علنا وبوضوح عن التقسيم المقبل للأوطان العربية، يريدون تقسيم العراق إلى ثلاث دول: دولة كردية، وأخرى سنّية، وثالثة شيعية، وهذا ينطبق أيضاً على سوريا ، واليمن والسودان وغيرها من الدول العربية , وكذلك دول الخليج سوف تختفي ويستولي عليها سكانها الأجانب الذين امتلكوا الأراضي والعقارات فيها ويشكلون اليوم اكثر من نصف السكان الاصليين .
لقد صفق الكثير من قصار النظر بهذا التقسيم، لأنه يلائم تفكيرهم وخططهم الطائفية وفكرهم الطائفي المتخلّف، فلم يفكروا أبعد من ذلك أن هذه الدويلات التي سوف تقوم تفتقر الى مقومات الدولة ولن تتعايش مع بعضها البعض بسلام بل سوف يثير الاستعمار الفتن بينهم ليبقوا بصراع مستمر اتباعا للمثل المتبع عند الدول الاستعمارية " فرق تسد " ولا شك أن هذه التقسيم الذي خططه هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا سنة 1907 ونفذ قسم من هذا المخطط بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914 بحيث حسب اتفاقية سايكس- بيكو سنة 1916 وقع الوطن العربي تحت احتلال بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وقسموه بينهم , وها هم يخططون اليوم من جديد لتنفيذ مخططهم بالنسبة لباقي الوطن العربي بالقريب العاجل .
ان الدول العربية الضعيفة التي عجزت عن إدخال قنينة ماء الى غزة لن تستطيع مقاومة هذا المخطط الاستعماري الغربي لان معظم زعماء العرب منصبون من قبل المخابرات الغربية وينفذون ما يؤمرون , والشعوب في سبات عميق .
قد تفرح بعض الطوائف او القوميات بما تحصل عليه اليوم من دويلة خاصة بها ، ولكن بعد أن يتم تنفيذ هذا المخطط وتصبح الخريطة كما اسلفنا ، سوف يقيم الاستعمار عصابات وتنظيمات مسلحة كداعش والنصرة وغيرها يمدها الاستعمار الغربي بالمال والسلاح وترفع الشعارات الإسلامية زوراً وبهتاناً، سواء في سوريا أو في العراق أو في اليمن أو في ليبيا، أو في مصر، عندها سوف يسود قانون الغاب وان هذه التنظيمات سوف تكون الجيش البديل عن الاستعمار الذي يحكم الوطن العربي ، اليس جدير بالأمة العربية ان تتوحد من أجل التصدي لهذا المخطط الذي يسعى الى احتلال الوطن العربي من جديد ويستولوا على ثرواتهم ويذلوهم اذلالا لم تتعرض له أمه من قبل في التاريخ ؟؟؟
الدكتور صالح نجيدات